Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
20 août 2013 2 20 /08 /août /2013 23:55

الاتحاد الاشتراكي و أزمة التموقع داخل الحقل السياسي

محمد صلحيوي 

هل يعيش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أزمة تموقع داخل الحقل السياسي المغربي ؟

يطرح السؤال بحدة ، بعد كلمة العدد لجريدة الاتحاد الاشتراكي ليوم 13 غشت الحالي ، و التي جاءت بعنوان " لا يبنى اليسار بالعجرفة " . كرد على حوار الرفيقة نبيلة منيب ، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد مع موقع لكم . و سبق كلمة العدد ، بيان لبعض أعضاء اللجنة الادارية للاتحاد ، نشرت جريدة المساء ملخصا لمضمونه ، و نشرت برلمانية الحزب ، الأستاذة حسناء أبو زيد متابعة بعنوان " من أهان الأمينة العامة منيب ..  " في عدد الأربعاء 21 غشت من جريدة الاتحاد. إضافة لتعاليق أعضاء من المكتب السياسي نشرت هنا و هناك .

نحن إذن أمام رد حزبي متكامل على حوار الرفيقة نبيلة  منيب ، لذالك أجزم القول أن كلمة العدد كانت  بقرار سياسي من المكتب السياسي ، فلا يمكن تصور كلمة بمضامين القذف و الشتم ، و السب ،والتشهير.، و المس بالكرامة الشخصية . يمكن أن تتحمل إدارة الجريدة مسؤوليتها السياسية ، نعم الصياغة من طرف أعضاء هيئة التحرير ، لكن القرار السياسي من قيادة الحزب ، و يمكن أن تكون عبارة " ردوا عليها " كافية . و لعل عبارة الأستاذة حسناء أبو زيد " أن تجاوب الاتحاد الأشتراكي خرج من عمق ايمانه بقدرتك على تلق الموقف و تحمل تبعات هجوم قاس ..."  كاشفة للقرار الحزبي المتخذ .

و بناء على ما سبق ، فإن النقاش يجب أن يتجه ر أسا إلى صلب الموضوع ، إلى جوهر الخلاف السياسي القائم بين الاتحاد الإشتراكي و الحزب الإشتراكي الموحد ، الجوهر الذي تهربت منه كلمة العدد التصريفبة لموقف القيادة الاتحادية ، وذهبت مذهبها الهجومي على الامينة العامة مستهدفة  شخصها و ليس اراء الحزب الاشتراكي الموحد التي عبرت عنها .

من خلال النقطتين : القرار السياسي و التصريف الاعلامي ، تتضح مسألة ارتباك القيادة الاتحادية ، و هو احد  أوجه ازمة الاختيار  السياسي الاتحادي الحالي . و هذا غريب عن حزب يدعي القوة و يدعي اليسارية و الجماهيرية و الشعبية ، فرغم كل تلك الادعاءات لا يستطيع أن يرد ردا سياسيا مسؤلا وواضحا عن رأي سياسي مخالف للحزب الاشتراكي الموحد عبرت عنه أمينته العامة.

مرة اخرى : هل يعيش الاتحاد الاشتراكي أزمة تموقع داخل الحقل السياسي المغربي ؟؟

 لنتدرج في بسط الأمور ...

انطلق الاتحاد في هجومه على الأمينة العامة من فكرة أنها تطاولت على التاريخ النضالي للاتحاد  و اختيارات مناضليه في مؤتمرهم التاسع ،و هو تطاول مادي و معنوي على كل الاتحاديات و الاتحاديين.  فهل هذا صحيح ؟

بالنسبة للتاريخ النضالي للاتحاد الاشتراكي ، لقد استدعى هذا الجانب لتغليط الرأي العام و خلط الامور عليه ، خصوصا قواعد الاتحاد اعتبارا لبعد الماضي الاتحادي في تكوين وعيهم الانتمائي ، والجميع يعلم ان الحزب الاشتراكي الموحد يقدر تاريخ الاتحاد ،  و هو مكون  من مكونات وجوده ، الوجود الذي قال عنه الرفيق محمد الساسي بأنه " أنبل ما أفرزه الحقل السياسي المغربي " ، و كل الذين استمعو الى الحوار في موقع  " لكم  " متأكد أن نبيلة منيب لم تشر الى هذا الجانب نهائيا .

أقحم التاريخ النضالي أذن ليقين القيادة الراهنة للاتحاد بأنها ليست مثار اجماع/ توافق كل الاتحاديات و الاتحاديين ، و الاحالة هنا واضحة على كل ماقاله إتحاديون خلص إبان المؤتمر و بعده ، و لن نزايد عليهم ، فهم أدرى بحال دارهم . و مجمل القول هنا  أن الأمينة العامة لم تطعن في شرعية القيادة الاتحادية الراهنة ، و ليس لها أن تطعن لا هي و لا الحزب الإشتراكي الموحد  معها ، لسبب بسيط جدا هو أن كل الاتحاديات و الاتحاديين مسؤولون عن اختياراتهم التنظيمية ، و بالتالي فالرفيقة نبيلة منيب تعاملت مع هذه القيادة باعتبارها الجهة الرسمية للحديث باسم الحزب في علاقاته الخارجية ، السياسية ، و التنظيمية ، و الاعلامية إن حوار " لكم " احترام في حقيقة الأمر للاتحاد قيادة و قواعد ، لأنه يشدد – الحوار – على التناقض الحالي للتشخيص السياسي لكل من الاتحاد و الحزب الإشتراكي الموحد للوضع الراهن ، و هو الامر الذي يحول دون التحالف بينهما ، و تقديرنا أن الخط السياسي المنبثق عن المؤتمر التاسع للاتحاد ، و الترجمة الادائية لقيادته لا تسير في اتجاه تقوية النضال الديمقراطي من اجل التغيير ، بل هي  في اتجاه تقوية مواقع مناهضة التغيير ، ان ترتيبا منطقيا لمسار الواقع ستبين  المراد من هذا التقدير .

إن الخلاصة الجزئية هنا كالتالي : استدعاء التاريخ النضالي غير مطروح أصلا ، و تقديم رأي الأمينة العامة على أنه طعن في اختيارات المؤتمر ، و اتهامها بالتطاول يؤكد الوجه الاخر لأزمة الاتحاد المتمثل في الشعور الدائم بأن الحزب مستهدف و على الجميع وا جب الدفاع عنه ، و الحقيقة أن النقاش هو حول السلوك السياسي للاتحاد ، و هذا  حق جميع المغاربة  .

للمرة الثالثة : هل يعيش الاتحاد أزمة التموقع داخل الحقل السياسي المغربي الراهن ؟؟؟

  1. هناك اجماع  على أن حركة 20 فبراير محطة فارقة في الحقل السياسي المغربي ، لشعبيتها و لطبيعة العرض السياسي الذي قدمته و المنطلق من الملكية البرلمانية ، لقد أنهت الحركة مرحلة ، و دشنت مرحلة جديدة ، انخرط في ديناميتها كل مكونات اليسار المغربي و عموم الديمقراطيين ، و لم ينخرط فيها الاتحاد الاشتراكي ، و وجود شابات و شباب من الحزب لا يعني انخراط الحزب ، فهل رأيتم في التاريخ القديم و الحديث حزبا يدعي اليسارية و لا ينخرط نضاليا في حركة جماهيرية و شعبية ، و كل وجوده كلام باسمها.
  2. قاطعت حركة 20 فبرابر دستور فاتح يوليوز 2011 و عارضته مختلف القوى اليسارية ، و سانده الاتحاد الاشتراكي ، بل ، نظر لمضامينه كثيرا ، فهل هناك حزب يدعي اليسارية  يساند دستور يؤكد الثوابت السابقة من حيث الجوهر و في الشارع حركة جماهرية تطالب بدستور ديمقراطي يؤسس للملكية البرلمانية  .
  3. يعقد الاتحاد مؤتمره التاسع بأرضية توجيهية تلحق حركة 20 فبراير بالصيرورة النضالية التاريخية للحزب بدون الوقوف عند قطيعتها البانية مع مرحلة التدرج ، و قدمت الوثيقة إجابات متعددة لمطلب الملكية البرلمانية ، فمرة تقول من أجل الملكية البرلمانية و مرة في اتجاه الملكية البرلمانية  و مرة في أفق  الملكية البرلمانية و مرة لبناء الملكية البرلمانية . و جاء البيان العام بصيغة " في أفق الملكية البرلمانية " .  إن كل هذه الصياغات تعويمية لمطلب 20 فبراير . و القول بأن الاتحاد قد تبنى الملكية البرلمانية في مؤتمره الثالث 78 ، مجرد مزايدة لان المسألة هنا تصبح تراجعا ، فهل رأيتم حزبا يدعي اليسارية يتراجع عن هدف حدده سابقا ،  و لما تبنته الحركة  الجماهرية يتراجع عن الهدف الذي صاغه من قبل.
  4.  بعد المؤتمر التاسع  للاتحاد  ،استضافت قناة " ميدي 1 سات "  الكاتب الاول للاتحاد ،الاستاذ ادريس لشكر ، ضمن  برنامجها  تسعون دقيقة للاقناع " و خلاله ، قدم الكاتب الاول رؤية  الحزب السياسية المبنية على ثلاث  ركائز
  1. التنزيل الديمقراطي للدستور
  2. سياسة القرب
  3. دخول المغرب  المرحلة الديمقراطية ،  الذي  حسمه  الاتحاد كاختيار منذ 1975 .

   ثلاث مصطلحات في حاجة الى تأصيل فالقرب مرتبط بنسق سياسي و تنظيمي بعيد عن التنظيمات اليسارية كمفاهيم الجودة و المردودية   ، و نحن نعرف أن الاحزاب الادارية المغربية  استهلكت و بصيغ متعددة المفهوم  الذي يحيل على الجزئي / المحلي بعزل تام عن القضايا الوطنية . أما التنزيل ( ولا أدري من اين جاء هذا الابداع) يفترض دستورا ديمقراطيا أو على الأقل قابل للقراءة الديمقراطية ،و الفقهاء الدستوريون المنحازون  لطرح الملكية البرلمانية  يؤكدون أن ما قدمه الدستور الحالي من ايجابيات باليمين أخدها بالشمال . أما النضال الديمقراطي فلا يعني بالقطع سلسلة مفتوحة من التراكمات () بل يفترض رؤية تأسيسية للانتقال الديمقراطي .

إن الاشارات السابقة  تؤكد أن تحولا ما حدث في بنية الاتحاد الاجتماعية و إن كان سابقا لأوانه تقييم نهائي إلا ان المؤكد هو أن الاتحاد الحالي غير الاتحاد خلال مساره و الفرقاء السياسيون اليساريون و غيرهم معنيون بذلك التحول ، و الاكتفاء هنا بالخلاصة التالية يجد الاتحاد صعوبة في إقناع المواطنين بأنه الحزب الذي عرفوه منذ زمن فيلجأ إلى استدعاء ذلك الماضي و ربطه بفكرة أنه صخرة الزاوية لوحدة اليسار ، و التشنج و الغضب حين يطرح سؤال مدى يساريته ، و هذا وجه اخر لأزمة الاتحاد.

 للمرة الرابعة : هل يعيش الاتحاد أزمة التموقع داخل الحقل السياسي المغربي ؟؟؟؟

خلال التحضير لمؤتمر الاتحاد ، استضافت القناة التلفزية الاولى المرشحون للكتابة الاولى ، في بداية الجلسة فاجئ الصحفي المدير للجلسة الجميع بسؤال غياب الترشيح النسائي ، و في حزب يدافع عن الحداثة و الدمقرطة بعد أجوبة غاب عنها التركيز، أغلق الأستاذ إدريس لشكر النقطة / الموضوع قائلا " حنا المغاربة " و التي تحيل على الثقافة المحافظة للمجتمع، و تغيب كلية الدور الريادي الذي يجب أن تؤديه النخب السياسية و الثقافية ، و تبين بما لا يدع المجال للشك ، أن انتخاب الرفيقة نبيلة منيب أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد  أحدث متغيرا واقعيا و ليس لفضيا داخل الحقل السياسي المغربي ، و أصبح تحمل المرأة المغربية المسولية الأولى داخل الأحزاب أمرا واقعا ، عكس المقولة المحافظة " حنا مغاربة " علما أن هناك كفاءات حقيقية إلى جوار الأستاذ لشكر مؤهلة لمنصب الكتابة الأولى ، و أن زهدهن في طلب المناصب / المسؤوليات ، كلام فارغ ، و لا معنى له ، و انتخاب الحزب الاشتراكي الموحد لمناضلة أمينة عامة لأداء هذه المهمة ، و ليس كما تقول الأستاذة حسناء أبو زيد موضوعا للدرس و التجربة ، و هدفا للقذف و الشتم و التجريح . انتخبت نبيلة منيب لمهمة في إطار مقررات الحزب و خطه السياسي و رؤيته / تصوره الثقافي ، و ليس لنزالات جوفاء و مواقف صادمة كما يدعون . و من المهام التي يدعو إليها الحزب الاشتراكي الموحد ، وحدة اليسار ، و هو في هذا في توافق مع حلفائه في تحالف اليسار الديمقراطي ، يتقدم ببطئ لكنه تأسيسي لثقافة إعادة بناء اليسار ، و يبدو أن القول أن اليسار بكل تلاوينه يعيش فراغا رهيبا ، ما هو إلا شعورا بفشل الاتحاد الاشتراكي في شعار " الحزب الاشتراكي الكبير " ، وعلامة الفشل عبارة "لااحد طرق بابك طلبا للتحالف" بل هناك جهات محترمة رفضت مجرد الجلوس مع قيادة الاتحاد  الاشتراكي  ، ومعروفة نتائج الشعار البديل "وحدة الحركة الاتحادية "  والجميع أدرك الهدف التعويمي من الاجتماع مع الاتحاد المغربي للشغل ، تعويم مهمة الوحدة النقابية التاريخية بين كدش وفدش  ، و لعل الجواب الاستاذ عبد الرحمان العزوزي بليغ و دال حين أكد استمراره على التنسيق مع الكدش يتضح مما سبق أن الهجوم على الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، كان نتيجة تحميله مسؤولية الفشل في تمرير المفارقة المأزومة للاتحاد ، فهو يعطي الاشارة يسارا و ينعطف الى وجهة اخرى . يريد التموقع داخل الحقل اليساري بخط سياسي يثير الكثير من التساؤلات. و بالرغم من أن الحكم قد صدر بعدم مرور اراء نبيلة منيب المعبرة عن الحزب الاشتراكي الموحد ، فإننا على إصرار لايلين لمرورالارث التاريخي المشرق  الاتحادي النضالي كما خبرناه و بكل التدافع الأدائي الذي عرفناه .

فكل الود و المحبة لكل الاتحاديات و الاتحاديين الخلص و آن لقناعاتكم أن تمر ، فلسنا غاضبون على أحد ، غضبنا للوطن و الديمقراطية .

محمد صلحيوي

ع. المجلس الوطني للاشتراكي الموحد

SALHIOUI  MOUNIB  PSU  USFP

SALHIOUI MOUNIB PSU USFP

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : ghafriyat غفريات
  • : Agis et ne laisse personne décider à ta place, tu es maître de ta vie et de tes choix
  • Contact

Recherche