Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
11 juin 2013 2 11 /06 /juin /2013 08:00


منفى "ليس اختياريا

 

"

اضطررت أخيرا أن أنتقل و عائلتي من مدينة ورزازات لنقطن بمدينة قلعة السراغنة. و هو ما لم يكن في الحسبان عندنا طيلة مقامنا بهذه المدينة الجميلة و الطيبة. لم أكن أظن أن التضييق و الهجوم العنيف و الممنهج قد يصل بي و بعائلتي إلى هذا الدرك من اللااختيار. "منفى ليس حتى اختياريا".
لا أبرر هذا القرار المفاجئ. ولكن واقع الحال في ورزازات و إصرار المخزن و أذنابه و بلطجيته، بكل ما أوتوا من قوة على أن أرحل عن هذه المدينة مستعملين ضدي و ضد رفاقي كل الإمكانيات العارية و الدنيئة و الجرائم المتخلفة، من تهديد لا يتوقف بالتصفية و السجن و الاعتداء علي و على عائلتي و الحصار المضروب علي في العمل و غيره و المؤامرات و المحاكمات الصورية العديدة التي بلغت حدا لا يقبله عقل و لا يستساغ و المتابعة المخابراتية اللصيقة بي أينما حللت و ارتحلت و تواجد الكائنات المخابراتية العجيبة بشكل مستمر أمام بيتي كما هو الأمر أمام مقر النقابة... كل ذلك أثر بشكل قاس جدا على نفسية عائلتي الصغيرة التي أصبحت تعيش في خضم وضع مقلق و غير سليم. كما أثر بالمثل على عائلتي الكبيرة و على رفاقي و أصدقائي في ورزازات و غيرها. و قد أصبح عملنا النضالي في ورزازات دفاعيا فقط و منصبا و منكبا أكثر على عشرات المحاكمات و المتابعات التي لا تنتهي...في ظل انكفاء و تعاط غريب لنقابتنا على المستوى المركزي و تدخل المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشكل مباشر ليشل حركتنا و عملنا النقابي و النضالي بورزازات و يجمد - بقرار فوقي لا نعرف لحد الآن دواعيه و خلفياته و أهدافه- كل نضالاتنا و اشتغالنا دون مبرر مقبول و لا هدف معلن و معقول، و دون أن يحقق - في مقابل قرار تجميد عملنا النضالي بورزازات و في إطار "اتصالاته مع الحكومة"- لنتائج تذكر من قبيل إرجاع المطرودين مثلا أو إسقاط متابعات و محاكمات المناضلين و تأدية حقوق العمال المسلوبة في منجم بوازار و الفنادق المصنفة و غيرها بورزازات.. و هو ما أثر بشكل سلبي جدا على معنويات المناضلين و أثر على ثقتهم في الجهاز الذي ينتمون إليه... و لنا عودة لهذا الموضوع فيما بعد...
لذلك كان لابد لنا أن نتقبل هذا القرار الصعب- قرار الانتقال- الذي يعبر عن حقيقة الوضع السياسي المأزوم الذي نعيشه في بلادنا و يعبر عن مدى حاجتنا الملحة للنضال المشترك و الحثيث من أجل ديمقراطية حقيقية. لأن الديمقراطية هي السبيل الوحيد الذي يمكننا و يمكن أبناءنا و الأجيال القادمة من العيش في أمان على جميع المستويات لكي لا نكون بعدها في حاجة لنعاني و ننفى و نسجن و نهدد بسبب التعبير عن آرائنا بحرية و بسبب ممارسة حقوقنا السياسية.
إن المشكلة في عملية الإبعاد هذه ليست في الانتقال في حد ذاته إلى مدينة قلعة السراغنة.. فأنا أعرف جيدا هذه المدينة الطيبة و العريقة و المناضلة. و فيها من الأصدقاء و الرفاق و المناضلين و الساكنة من سيعمل على احتضاني من جديد، و لكن المشكل هو في استهداف الدولة لبؤر النضال و المناضلين و وأد الحركات و التراكمات و التجارب النضالية البارزة بربوع الوطن و عزلها و مهاجمتها و تشتيتها و هو ما يتوجب الانتباه إليه أكثر و العمل على مواجهته.
على كل، هذه هي ضريبة أن تكون ما أنت عليه فعلا و تكون ما تؤمن به و ليس ما يريدونه.
هذه هي ضريبة النضال، و لكن المهم فيها أنني و رفاقي في ورزازات- و في العديد من الأماكن في المغرب بكل تأكيد- لم يستطع المخزن- و لن يستطيع- أن ينتصر علينا بأن يغير من عمق و صدق مواقفنا و قناعاتنا السياسية و النضالية شيئا و مهما فعل، بالرغم من تمكنه و تملكه لكل آليات القوة و الإكراه للهجوم علينا و نفينا و محاكمتنا و سجننا و التآمر علينا... لذلك فهو لم ينتصر و لن ينتصر...
شكرا ورزازات...شكرا وطننا العميق و الجميل...
و تحياتي إلى كل الرفيقات و الرفاق و الأصدقاء و كل شرفاء هذا الوطن

 

حميد مجدي يكتب منفى ليس حتى اختياريا
Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : ghafriyat غفريات
  • : Agis et ne laisse personne décider à ta place, tu es maître de ta vie et de tes choix
  • Contact

Recherche