Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
21 novembre 2013 4 21 /11 /novembre /2013 15:17

الكنفدرالية الديموقراطية للشغل

و وعي المرحلة

 

                                   بقلم محمد الصلحيوي

 

 

  تعقد الكنفدرالية الديموقراطية للشغل مؤتمرها الوطني ، أيام 29 و 30 و 01 دجنبر 2013 بالدار البيضاء ولهذه المحطة دلالة خاصة ، لأنها تأتي بعد تجربة غنية ، إن على مستوى التنظيمي أو الكفاحي ، من جهة ، و ستحدد مستلزمات النضال النقابي من جهة ثانية . فهي محطة لتشريح التجربة ، نقدا و تقويما و تقييما ، و هي أيضا ، لرسم شخصية نقابة الغد، من حيث الإستراتيجية و الأهداف و الآليات .

  لذلك ،  فإن أي مناضل نقابي مناضل ، لا يمكنه أن يعالج النضال النقابي معالجة موضوعية ، بدون وضعه في سياقه التاريخي الملموس و فقط داخل السياق لا خارجه ، يمكن فهم و تحليل قضية النقابة المناضلة ، و لكن ما المقصود بالسياق التاريخي الملموس ؟

  إن النقابة الخبزية تفهم العلاقة بين السياسي و الإقتصادي فهما ميكانيكيا ، لا جدليا ، لذلك استحقت عن حق كل ذلك النقد البوليميكي الذي انصب عليها . غير أن بعض معارضي النقابة الخبزية ، هم أيضا في حاجةإلى نقد ، إذ في معرض معارضتهم لها ، سقطوا في طرف النقيض أي النقابة الحزبية ، و قد قادهم إلى ذلك ، تجريدهم للعمل النقابي عن أسسه الموضوعية العلمية و العقلانية ، فالأولى منتوج صراع المصالح ، و الثانية منتوج كل فعل أو اعتقاد يعكس الضوابط العلمية المنتجة من طرف العلماء، و الثالثة مسايرة كل ما يوافق المنطق المتفكر فيه بالعقل . إن تحليل أصحاب النقابة الخبزية هو التالي : إن استقلالية الإطار النقابي أعطى واقعيا عزل جماهير العمال / الشغيلة عن أطروحة النضال الديموقراطي . و حين تسألهم من يمثل هذه الأطروحة  ؟ يكون    جوابهم    ״ مثالي ״ بقولهم إن ممثله هو الحزب . و حين ندفع بسؤالنا إلى مداه ، و   نسأل : و هل حزبكم هو الممثل الوحيد لخط النضال الديموقراطي ؟ يأتي الجواب  موغلا في المثالية : الجبهة الإجتماعية ، و حين نلح في السؤال ، و هل هي - الجبهة – منخرطة في النضال الديموقراطي ؟ فلا تتلقى جوابا . إن أصحاب النقابة الحزبية يدورون في دائرة مفرغة ، و لكسر هذه الحلقة المفرغة ، لابد من إحداث إنقلاب في زاوية النظر...

  و المنطلق هنا هو إعادة الإعتبار للسياق ، و المقصود هنا سياق الصراع الإجتماعي ، لا سياق الأفكار ، لأننا نفهم الثاني بواسطة الأول ، فالصراعات هي المحددة ، والأفكار هي المهيمنة . إن أي تحليل للوعي النقابي اليوم و يسعى أن يكون علميا و موضوعيا ، لابد أن ينطلق من هذا المنطلق : تحديد طبيعة المرحلة النضالية الراهنة و التي يمر منها النضال النقابي المغربي . إلا أنه لا يمكن فهم المرحلة الراهنة فهما ملموسا و شموليا ، إلا إذا فهمنا سابقتها و فقط حينما نقوم بمواجهة المرحلتين المتعارضتين ، و نستوعبهما   كوحدة أضداد ، إذاك نتمكن من المسك و القبض على الملموس في شموليته .

و السؤال التحليلي هنا هو ، ما هي اللحظة الفارقة بين المرحلتين ؟

    إنها حركة 20 فبراير ، فبانطلاقتها يوم 20 فبراير 2011 ، تكون قد أعلنت     نهاية مرحلة و بداية أخرى إنها لحظة / محطة فارقة في تاريخ المغرب المعاصر .

و بالتالي أصبح النقابيون الكدشيون ، يتحدثون عن ما قبل و ما بعد ، اتسمت مرحلة ما قبل 20 فبراير بما يلي :

1- الإحتكار الإجتماعي 2- الإحتكار الإقتصادي 3- الإحتكار السياسي.

أما مرحلة ما بعد 20 فبراير ، فقد أطلقت ثلاث ديناميات :

1- دينامية إسقاط الإستبعاد الإجتماعي 2- دينامية إسقاط الفساد                  3- دينامية إسقاط الإستبداد السياسي. ( من المفيد العودة إلى العرض التأطيري الذي قدمه الأستاذ عبد المجيد بوعزة العموري في الجامعة السياسية للحزب الإشتراكي الموحد أيام 18.17.16. دجنبر 2012 ).

فما هي طبيعة المرحلة النقابية لما قبل 20 فبراير ؟

بعد مخاض عسير ، تم الإعلان عن ميلاد الكدش 1978 ، و شكلت هذه الولادة عنوانا نضاليا لجماهير العمال و الفلاحين و التجار و الموظفين و الشباب ، الذين عانوا الأمرين مع أطروحة النقابة الخبزية ، والتي تمكنت أقلية محظوظة من تأمين كل امتيازات ما بعد 1956 لصالحها ، تاركة جماهير منتجي الثروة لدوامة المعاناة ، و لانتفاء شروط الإصلاح من الداخل ، فإن الإلتحاق الجماعي بالكدش كان الحل الوحيد لاستمرار جذوة النضال . فأصبح المناضل النقابي الحقيقي هو ذلك المنحاز بكل قواه إلى النقابة الإرتباطية . و لان الجسم الكدشي لم يكن جامدا ، بل حيا مناضلا ، فإن تيارا حزبيا كان دائما يحاول قلب معادلة الهيمنة النضالية إلى عقلية الإلحاقية ، و قد حسم الكدشيون هذا الوضع بموقف ״لانقابة للحزب ، ولا حزب للنقابة ״ بعد الحكومة الإتلافية للأستاذ عبد الرحمن اليوسفي 1998 . و أصبح المناضل النقابي الحقيقي هو المنحاز كلية إلى نقابة الرؤية السياسية .

إن القرارات الحاسمة تحتاج دائما إلى متغيرات انعطافية واقعية ، لذلك كان قرار المسافة عن الحزب ، و الذي اتخذته الكدش محتاجا إلى فترة انتقالية ، حتى يترسخ و يتكرس فكريا و نضاليا ، وشكلت حركة 20 فبراير الحاضنة الإجتماعية لذلك الموقف لحسمها مسألة الإصطفافات، صف الملكية البرلمانية و إسقاط الفساد و الإستبداد ، في مقابل ، صف الرهان على إصلاحات متدرجة دون المس بالثوابت .

 إن سقف حركة 20 فبراير عكسته المسيرة الوطنية ״الكرامة ... أولا ״ و التي دعت إليها الكدش و الفدش يوم 27 ماي 2011 بالدار البيضاء ، المسيرة التي رسخت معطى الكدش نقابة لليسار المغربي بكل تعدديته و قراءاته الإيديولوجية ، و الجوهري هو تبني المركزية النقابية لرؤية سياسية منحازة للتغيير الديموقراطي ، بصرف النظر عن النقد الوجيه لاتفاق ״ 600 درهم ״ و شكل النزول إلى جانب الحركة الفبرايرية .

و الخلاصة هنا كالتالي : إن مرحلة ما قبل 20 فبراير قد أطرت بالصراع بين          توجهين نقابيين : توجه النقابة الخبزية ، و توجه النقابة المرتبطة بحزب        ( كأغلبية ) ، و كان الموقف النضالي الديموقراطي هو الإنحياز إلى التوجه الثاني ( الحزبي ) باعتباره يترجم النضال من أجل الديموقراطية . أما بعد 20 فبراير ، فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب ، لقد دار التاريخ الإجتماعي دورته الكاملة ، و ماكان صحيحا بالأمس ، أصبح خاطئا اليوم ، بعبارة واحدة ، لقد تجاوز التاريخ موضوعيا  شعار ״ النقابة الخبزية أم الحزبية ״ ووضع مكانه شعار ״النقابة برؤية سياسية ״

 بناء على الخلاصة السابقة ، فإن ثلاثية : الملكية البرلمانية  ، و اقتصاد التنمية ، و العدالة الإجتماعية .هي مترجمة الرؤية النقابية للكنفدرالية ،

 و هي الركائز التي يقوم عليها كل المشروع النضالي النقابي الحالي . لذلك لزم تدقيق ما سيترتب عن التطور الحاصل داخل الحقل النقابي و الذي تمثل الكدش قاطرته الإجتماعية :

1النقابة منتجة لخطاب نقابي، و منتوجها هو وعي الإستغلال الطبقي ،

يقال ״ الفقر لا ينتج الثورة ، إنما وعي الفقر هو منتج الثورة ״ إذن منتوجها هو سلاح الشغيلة في نضالها من أجل العدالة و الكرامة .

2- النقابة مستقبلة ، تستقبل جماهير المنتجين ، و عملية الإستقبال تفرض التعدد كما هو في المجتمع المنتج ، و إدارة التعدد يعني الشراكة الكاملة في الحياة النقابية ، و الشراكة أيضا تعني الجواب عن التفييء العولمي القاتل .

3- النقابة بمرجعية ، و المرجعية هي العمل ، أي تبني قطب الإنتاج  ضد قطب الرأسمال ، و المرجعية هنا تجاوز لمقولة الهوية ، ما دامت الأخيرة ملتبسة نقابيا مرجعيتها عمالية .

 4- النقابة وحدوية ، ووحدويتها مرتبطة بمرجعيتها العمالية و برؤيتها السياسية ، وهو الأفق الذي يجب أن يكون قاعدة أي وحدة نقابية محتملة ، لأنها ليست مسألة شروط ، فإنها مسألة المهمة التاريخية الملقاة على المركزية النقابية باعتبارها رافعة من روافع التغيير الديموقراطي .

محمد الصلحيوي

عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم

ك.د.ش

 

الصلحيوي  كدش  CDT

الصلحيوي كدش CDT

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : ghafriyat غفريات
  • : Agis et ne laisse personne décider à ta place, tu es maître de ta vie et de tes choix
  • Contact

Recherche