Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
6 juillet 2014 7 06 /07 /juillet /2014 15:57
 

أنا الماثلة أمامكم, شابة مغربية ترعرعت بين أحضان أسرة مغربية الجنسية أمازيغية الهوية بموروث ديني إسلامي معتدل.  فرض علي إتباع و تقبل هدا الكم الكبير من الإيديولوجيات و الانتماءات التي لم يستطع عقلي الصغير استيعابها ولا فهم الجدوى منها و المراد من ارتداء طابعها. ازدادت الفوضى الثقافية في تكويني الإنساني حينما التحقت بالمدرسة الابتدائية  فتركت لغتين في المنزل الأمازيغية و الدارجة المغربية.لأرتطم بواقع لغة جديدة غريبة عني وعن محيطي,ولم يكن لي علم بوجودهما إلا أن وطأت قدمي باب قسم مادتها لأسمع المعلمة تخاطبني بلغة غريبة و تنتظر مني أن أفهمها و أتجاوب مع كلماتها.

لقد كنت منبهرة كحال كل الأطفال في القسم. بأجسامنا الصغيرة نحاول تخزين ما يلقن لنا عن ظهر قلب في عقولنا البيضاء خوفا من "فلقة" أو" تحميلة"  تقض مضجعنا كل ليلة. فقد كان كابوسنا الكبير أن تنزعج معلمتنا الغريبة منا. معلمة اللغة العربية و التربية الإسلامية والمحفوظات والنشاط العلمي والرياضيات.., لقد كانت المعلمة تلقننا كل هده المواد بالمادة الأولى التي كانت تحتاج تلقينا خاصا لوحدها. فما فهمنا نشاطا علميا و لا رياضيات, و لا عرفنا سبب حفظ المحفوظات و لا الجدوى من تلاوة القرآن. فلازلت أذكر أنني لطالما تسألت و أنا صغيرة في أول طاولة بالقسم  بمظهر تلميذة نجيبة عن سبب انفعال المعلمة عندما يخطأ أحدنا في قراءة كلمة في القرآن رغم عدم فهمنا ولو لكلمة مما يقال في القسم طيلة الأسبوع, كنت أستغرب عدم انفعالها لنفس الأمر في حصة القراءة أو المحفوظات. فقد كانت المعلمة تثور تهدد القارئ بأنه لا يجوز أن نخطأ وان الله سيعذبنا قائلة : "كلام الله لا يجوز تحريفه أو الخطأ في تلاوته". هدا الكلام عن الله الذي لم يكن لي علم بماهيته جعلني أسأل معلمتي يوما عن الله,

 -من هو الله ؟ و أين يوجد ؟ كيف هو شكله ؟ و لما لا يكلمنا ؟؟.

 أسئلة بريئة لم تجد لها الطفلة الصغيرة جوابا عند معلمتها سوى قولها:

 " لا يجوز أن تسألي عن هده الأشياء و لا أن تتخيلي شكل الله و إلا ستدخلين جهنم"

و ما هي جهنم يا معلمتي ؟

"هي مكان خصصه الله لمن يخطأ مكان من نار يحترق فيه الإنسان إلى الأبد, يحرق بأكمله و يعاد للحياة ليحرق مرارا وتكرارا دون نهاية"

جواب أفزعني أرهبني جهنم هده أصبحت مركز الكون لدي و أضحت كابوسا يكبر مع كبر سني, فيلم رعب تتطور إحداثه كلما سألت احدهم عنه فقد توالى معلمو التربية الإسلامية على تدريسي ولم أجد في أحدهم ملجأ ينقدني من هول ما كنت أسمع وأنا صغيرة عن الموت و عذاب القبر و الويل و الزقوم و الجحيم و السعير. بل كانوا يعززون خوفي بشرح و تجسيد و وصف صور من جهنم و يوم الحساب. طفولة عندما أدير وجهي لأنظر إليها أجدها قاتمة سوداء فما كنت لأخفي رغبتي ساعتها في أن أنهي أيامي مقتولة مدمية شهيدة في فلسطين لكي لا أحاسب وادخل الجنة دون عذاب. فأحلام كأن أصبح طبيبة أو مهندسة أو رائدة فضاء ما كانت لتشغل بالي و أنا أفكر في جهنم. كل قواي العقلية ساعتها أستخدمها في كيفية انقاد نفسي من تلك الورطة التي تنتظرني بعد الموت.

كبرت و بلغت سن الصيام و الصلاة. ولا زلت لم أسأل عن سبب اعتناقي لهدا الدين آو سبب اعتناق والدي له  أو هل اعتنقتاه فعلا أم انه اعتنقنا أو ورثناه أو فرض علينا ؟؟ ما كان لدي الوقت الكافي للتفكير في أشياء مماثلة فكل ما كان يشغلني هو جهنم و التخلص منها. ازداد التدين طبعا بعد دخولي رسميا للائحة المهددين بجهنم فقد كنت اعلم آن كل تصرفاتي تدون على شكل سيئات وحسنات. وأنا في سن السادسة عشر ختمت القرآن خمس مرات  أبحث في التفاسير و أقرأ الأحاديث الصحيحة و أبحث في الانترنيت والقنوات الدينية لقد كنت معجبة بتنظيم القاعدة بشغف و أشجع التفجيرات و أحقد على النصارى واليهود وكل ما يخالف الإسلام و أحلم بأن التقي شخصا يخرجني من المغرب لأقاتل بعيدا عن وطني و أنال رضا الله و كله أملا في التخلص من جهنم التي غرستها المدرسة المغربية في عقلي و أرهبت بها روحي مند صغر سني. أجل, كنت إرهابية. أجل لم أتأثر لموت الآلاف في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر لأنهم كفار كما تعلمت في المدرسة. و لا انزعجت كثيرا على قتلى السادس عشر من ماي بالبيضاء. أنا الإرهابية التي صنعتني مقرراتكم المدرسية. أنا التي لم أستفق من هدا الكابوس و الظلام الكاحل إلا بالدراسة خارج المنظومة التربوية المغربية. وقراءة كتب لمفكرين و فلاسفة علموني حب الأرض والحياة و الإنسانية. قرأت لأولئك الكفار الملاعين الدين أفهموني أن الله محبة وان الإنسانية أعظم وأشمل من الدين آن جهنم الحقيقية هي قتل الأخر إلغاء الغير بسبب صراع إيديولوجيات لعينة.

لدى أوجه رسالة استهجان لدولتنا  الكريمة. لما تسجنون الإخوان والسلفيين و تجرمون من يجاهد في سوريا و الشيشان وأنتم من تلقنون لهم أبجديات القتال في سبيل الله مند الصغر ؟ لم تتكلمون عن مغرب التسامح و تقبل الاختلاف و التعايش مع اليهود وأنتم تعلموننا أن اليهود مسخهم الله لقردة وخنازير ؟ أنتم أصل الإرهاب و انتم تنظيم القاعدة. فكفى اعتداء على الطفولة. وكفى إرهابا للأحلام الوردية وكفى من سياسة " طلع جيب الكرموس نزل شكون قالها ليك".

بقلم :  شيماء خبويز

 

أنا الماثلة أمامكم, شابة مغربية ترعرعت بين أحضان أسرة مغربية الجنسية أمازيغية الهوية بموروث ديني إسلامي معتدل.  فرض علي إتباع و تقبل هدا الكم الكبير من الإيديولوجيات و الانتماءات التي لم يستطع عقلي الصغير استيعابها ولا فهم الجدوى منها و المراد من ارتداء طابعها. ازدادت الفوضى الثقافية في تكويني الإنساني حينما التحقت بالمدرسة الابتدائية  فتركت لغتين في المنزل الأمازيغية و الدارجة المغربية.لأرتطم بواقع لغة جديدة غريبة عني وعن محيطي,ولم يكن لي علم بوجودهما إلا أن وطأت قدمي باب قسم مادتها لأسمع المعلمة تخاطبني بلغة غريبة و تنتظر مني أن أفهمها و أتجاوب مع كلماتها.

لقد كنت منبهرة كحال كل الأطفال في القسم. بأجسامنا الصغيرة نحاول تخزين ما يلقن لنا عن ظهر قلب في عقولنا البيضاء خوفا من "فلقة" أو" تحميلة"  تقض مضجعنا كل ليلة. فقد كان كابوسنا الكبير أن تنزعج معلمتنا الغريبة منا. معلمة اللغة العربية و التربية الإسلامية والمحفوظات والنشاط العلمي والرياضيات.., لقد كانت المعلمة تلقننا كل هده المواد بالمادة الأولى التي كانت تحتاج تلقينا خاصا لوحدها. فما فهمنا نشاطا علميا و لا رياضيات, و لا عرفنا سبب حفظ المحفوظات و لا الجدوى من تلاوة القرآن. فلازلت أذكر أنني لطالما تسألت و أنا صغيرة في أول طاولة بالقسم  بمظهر تلميذة نجيبة عن سبب انفعال المعلمة عندما يخطأ أحدنا في قراءة كلمة في القرآن رغم عدم فهمنا ولو لكلمة مما يقال في القسم طيلة الأسبوع, كنت أستغرب عدم انفعالها لنفس الأمر في حصة القراءة أو المحفوظات. فقد كانت المعلمة تثور تهدد القارئ بأنه لا يجوز أن نخطأ وان الله سيعذبنا قائلة : "كلام الله لا يجوز تحريفه أو الخطأ في تلاوته". هدا الكلام عن الله الذي لم يكن لي علم بماهيته جعلني أسأل معلمتي يوما عن الله,

 -من هو الله ؟ و أين يوجد ؟ كيف هو شكله ؟ و لما لا يكلمنا ؟؟.

 أسئلة بريئة لم تجد لها الطفلة الصغيرة جوابا عند معلمتها سوى قولها:

 " لا يجوز أن تسألي عن هده الأشياء و لا أن تتخيلي شكل الله و إلا ستدخلين جهنم"

و ما هي جهنم يا معلمتي ؟

"هي مكان خصصه الله لمن يخطأ مكان من نار يحترق فيه الإنسان إلى الأبد, يحرق بأكمله و يعاد للحياة ليحرق مرارا وتكرارا دون نهاية"

جواب أفزعني أرهبني جهنم هده أصبحت مركز الكون لدي و أضحت كابوسا يكبر مع كبر سني, فيلم رعب تتطور إحداثه كلما سألت احدهم عنه فقد توالى معلمو التربية الإسلامية على تدريسي ولم أجد في أحدهم ملجأ ينقدني من هول ما كنت أسمع وأنا صغيرة عن الموت و عذاب القبر و الويل و الزقوم و الجحيم و السعير. بل كانوا يعززون خوفي بشرح و تجسيد و وصف صور من جهنم و يوم الحساب. طفولة عندما أدير وجهي لأنظر إليها أجدها قاتمة سوداء فما كنت لأخفي رغبتي ساعتها في أن أنهي أيامي مقتولة مدمية شهيدة في فلسطين لكي لا أحاسب وادخل الجنة دون عذاب. فأحلام كأن أصبح طبيبة أو مهندسة أو رائدة فضاء ما كانت لتشغل بالي و أنا أفكر في جهنم. كل قواي العقلية ساعتها أستخدمها في كيفية انقاد نفسي من تلك الورطة التي تنتظرني بعد الموت.

كبرت و بلغت سن الصيام و الصلاة. ولا زلت لم أسأل عن سبب اعتناقي لهدا الدين آو سبب اعتناق والدي له  أو هل اعتنقتاه فعلا أم انه اعتنقنا أو ورثناه أو فرض علينا ؟؟ ما كان لدي الوقت الكافي للتفكير في أشياء مماثلة فكل ما كان يشغلني هو جهنم و التخلص منها. ازداد التدين طبعا بعد دخولي رسميا للائحة المهددين بجهنم فقد كنت اعلم آن كل تصرفاتي تدون على شكل سيئات وحسنات. وأنا في سن السادسة عشر ختمت القرآن خمس مرات  أبحث في التفاسير و أقرأ الأحاديث الصحيحة و أبحث في الانترنيت والقنوات الدينية لقد كنت معجبة بتنظيم القاعدة بشغف و أشجع التفجيرات و أحقد على النصارى واليهود وكل ما يخالف الإسلام و أحلم بأن التقي شخصا يخرجني من المغرب لأقاتل بعيدا عن وطني و أنال رضا الله و كله أملا في التخلص من جهنم التي غرستها المدرسة المغربية في عقلي و أرهبت بها روحي مند صغر سني. أجل, كنت إرهابية. أجل لم أتأثر لموت الآلاف في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر لأنهم كفار كما تعلمت في المدرسة. و لا انزعجت كثيرا على قتلى السادس عشر من ماي بالبيضاء. أنا الإرهابية التي صنعتني مقرراتكم المدرسية. أنا التي لم أستفق من هدا الكابوس و الظلام الكاحل إلا بالدراسة خارج المنظومة التربوية المغربية. وقراءة كتب لمفكرين و فلاسفة علموني حب الأرض والحياة و الإنسانية. قرأت لأولئك الكفار الملاعين الدين أفهموني أن الله محبة وان الإنسانية أعظم وأشمل من الدين آن جهنم الحقيقية هي قتل الأخر إلغاء الغير بسبب صراع إيديولوجيات لعينة.

لدى أوجه رسالة استهجان لدولتنا  الكريمة. لما تسجنون الإخوان والسلفيين و تجرمون من يجاهد في سوريا و الشيشان وأنتم من تلقنون لهم أبجديات القتال في سبيل الله مند الصغر ؟ لم تتكلمون عن مغرب التسامح و تقبل الاختلاف و التعايش مع اليهود وأنتم تعلموننا أن اليهود مسخهم الله لقردة وخنازير ؟ أنتم أصل الإرهاب و انتم تنظيم القاعدة. فكفى اعتداء على الطفولة. وكفى إرهابا للأحلام الوردية وكفى من سياسة " طلع جيب الكرموس نزل شكون قالها ليك".

بقلم :  شيماء خبويز

 شيماء خبويز

شيماء خبويز

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : ghafriyat غفريات
  • : Agis et ne laisse personne décider à ta place, tu es maître de ta vie et de tes choix
  • Contact

Recherche