Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
8 mars 2012 4 08 /03 /mars /2012 08:55

 

بمناسبة 8 مارس 
 
إلى مناضلات الحزب الاشتراكي الموحد...
إلى كل التقدميات و التقدميين....
 
يحل اليوم العالمي للمرأة   "8 مارس" هذه السنة، مغربيا ، في سياق ثلاث متغيرات أساسية  :الدور الريادي لشابات المغرب في الحراك الديموقراطي لحركة 20  فبراير، التراجع عن اشراك المرأة المغربية في الحكومة الحالية و حصره في واحدة ، انتخاب  الرفيقة  نبيلة منيب لحزبنا -الحزب الاشتراكي الموحد- بعد ترشيحها من طرف المكتب السياسي .
ستلاحظن وستلاحظون أن هذه المتغيرات الثلاث ليست حصرية  كسمات للوضع  المرتبط بالواجهة النسائية ،لكنها في تقديري الاكثر تمثلا للموقف من المسألة النسائية ، واعتقادي أن تقديركن ينحو منحى اعتبار وصول مناضلة الى مسئولية  الامانة العامة للحزب هو المتغير الأقوى واقعيا من حيث السياق و الجدة والدلالة.
 
ستنتبهن وستنتبهون الى شعار"حرية – كرامة-عدالة اجتماعية  " لا يقتصر على الحمولات السياسية، بل، يتجاوزها إلى ما هو ثقافي واقتصادي وانساني ، لعل حقوق المرأة هي الأكثر دقة وقوة لأنها ترتبط بنسق فكري و ايديولوجي ضارب في أعماق التاريخ، وتبوء مناضلة للأمانة العامة للحزب الاشتراكي الموحد يطرح تلك الجوانب التي يحيل عليها الشعار. و من حيث الجدة، فانه يشكل سابقة حقيقية في الحقل السياسي المغربي، و من داخل حزب يساري ديموقراطي للقناعات الثقافية وحين صحت حناجر رفيقاتكن عضوات المجلس الوطني بشعار "النساء و الرجال في النضال بحال بحال" لحظة دخول الرفيقة نبيلة منيب الى قاعة المجلس الوطني بمعية اعضاء المكتب السياسي، والاستجابة التلقائية لكل أعضاء المجلس الوطني، دلالة عميقة على مركزية وعي المساواة في الاطروحة الديموقراطية التي تناضلن ونناضل من تسييلها مجتمعيا، أما الجانب الدلالي فإن الجوهري هو أن الوعي التنظيمي للحزب  يملك قوة المرور من النظرية إلى الممارسة، فلا خير على الإطلاق في حزب يسكن المتغيرات اللفظية ولا يمر إلى تحريك الواقع ، ومثل هكذا حزب لا يمكنه إلا أن يكون حزبا انتهازيا يركب منطق التوظيف للخطاب النسائي دون  تفعيله واقعيا .والحزب الاشتراكي الموحد كان دائما ضد توظيف الخطاب وسعى دوما إلى تفعيل مقتضيات وعيه ومنطلقاته.
 
إنكن وهذه الخطوة الريادية في عمقها الفكري قبل السياسي، قد قمتن بتجسير ماض نضالي على الواجهة النسائية لحاضر بكل متطلباته وشروطه، ولعل ثمانينيات وأوائل تسعينات  القرن الماضي مرحلة من مراحل النضال من أجل حقوق النساء المغربيات، إن إعادة صياغة الأفق النضالي للحركة النسائية المغربية خلال تلك الفترة تبين مقدار و حجم ،بل، الدلالة التاريخية  لوصول المرأة المغربية –في شخص نبيلة منيب- الى الأمانة العامة  لحزب يساري، فما هي مرتكزات ذلك الأفق؟
إن الكثيرات منكن يتذكرن أن أفق النضال النسائي للمرحلة المشارة إليها، قد ساهمت و ساهم في صياغته كل التقدميات واليساريات المغربيات من مختلف المواقع التنظيمية، و شكل اتحاد العمل النسائي الوعاء المعوي الحاضن للحركة النسائية آنذاك، وقد شكل شعار دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع الشعار الذي تجاوزت به المناضلات والمناضلون السقف السياسي للتقدم والتغيير إلى أدق مفاصل المجتمع والمتعلقة بتحرر المرأة بقناعة نظرية مؤداها أن إنجاز مهام التقدم السياسي لا يعني تقدما على مستوى وضعية النساء الاقتصادية والثقافية والقانونية ،بهذا تم رفض الميكانيكية ، من ذلك تبلور مبدأ خصوصية المسألة النسائية، باعتبارها -الخصوصية- متجاوزة للموقع الطبقي إلى الوعي الاجتماعي ، لتكون بذلك قضية مجتمع برمته، والنظر بهذا الوضح تطلب تحديدا لمعادلة الصراع ، وهو صراع الوعي النسائي مع الوعي الذكوري ،أي أن  الحركة نسائية وليست نسوانيه،  وبمعنى أدق: أن المسألة ليست جنسية (رجال نساء) بل هي مسالة أنساق فكرية، نسق الفكر الذكوري التقليدي ونسق الفكر النسائي الحداثي، وقد قدمت الحركة النسائية جوابا جذريا لسؤال المساواة حيث ميزت الوظيفة الاجتماعية عن الوظيفة الطبيعية ، رافضة بذلك منطق  تشيئ المرأة من طرف الفكر المحافظ ، لتأخذ الحرية وتحرر المرأة معانيها الحقيقية والجوهرية للإنسانة. و تتذكرن أن الحركية التي خلقها هذا الفكر كان من علاماته :حملة المليون توقيع  من أجل تغيير مدونة الاحوال الشخصية، دخول مفهوم التمييز الإيجابي حلبة التداول التداول العام ،الكوطا النسائية...والسؤال الآن هو :ما هو أفق الانتظار النضالي النسائي؟ وما هو دوركن/دورنا ضمن هذا الأفق؟
لا شك أن التغيرين الواقعيين المثارين أعلاه، متغير الثمانينات ومتغير 15 يناير يمكننا - ويمكنكن أساسا – من صياغة أفق نضالي للحركة النسائية المغربية، فالأول بمثابة خلفية فكرية مرجعية أوصلت إلى مطلب المناصفة، والثاني هو امتياز قيمي /أخلاقي للحزب الاشتراكي الموحد، وكنتن  بالتأكيد في قلب هذا الامتياز، ما يستلزم السير قدما من أجل : حركة نسائية تقدمية حداثية .
وكما اعتبر الحزب الاشتراكي الموحد المؤهل لقيادة وحدة اليساريين، فإنكن المؤهلات لتشكل النواة الصلبة لهذه الحركة النسائية المغربية، للذهاب بعيدا، وتحويل الانتماء إلى الحزب الاشتراكي الموحد قوة/إرادة الفعل الاجتماعي  على الواجهة النسائية .
 
وكل ثامن مارس وانتن مناضلات صامدات رائدات وقائدات.
                                               
 
                                     رفيقكن :
                                               محمد صلـــــحيوي
 psu.jpg
Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : ghafriyat غفريات
  • : Agis et ne laisse personne décider à ta place, tu es maître de ta vie et de tes choix
  • Contact

Recherche