Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
31 mai 2010 1 31 /05 /mai /2010 13:56

--------------.jpg

هذه صورة المناضلة المغربية كنزة اليزناسني التي تواردت الأنباء عن إصابتها بجروح خطيرة ضمن مناضلي أسطول الحرية في شاطئ غزة التي هاجمها جي
ش الاحتلال الصهيوني
Partager cet article
Repost0
27 février 2010 6 27 /02 /février /2010 18:08

قمع وحشي لمسيرة ضحايا فياضانات وادي بهت بسيدي سليمان.

 

قادت قوات التدخل السريع والقوات المساعدة وقوات الأمن التي تم استقدامها  من خارج مدينة سيدي سليمان، مساء يوم الأربعاء 24 فبراير، تدخلا عنيفا في حق المشاركين والمشاركات من ضحايا فيضانات واد ي بهت، سكان دوار أولاد مالك والسوق القديم، حيث استعمل الركل والرفس بالأحذية والعصي والسب والشتم، إذلم يميز بين النساء والشيوخ والشباب، مما أدى إلى سقوط إصابات بليغة ورضوض وكسور وإغماءات عملت سيارات الإسعاف على نقل المصابين، منهم رجل مسن، إسمه الغزواني علال مزداد في سنة 1944 يقطن بالسوق القديم، صرح للجريدة بالمستشفى العمومي بسيدي سليمان "ضربني آولدي البوليسي العربي العوفي بلكمة في رأسي أردتني طريح الأرض فأغمي علي، وأضاف لقد تلقيت ضربات متتالية من طرف هذا المسؤول الأمني ". كما صرحت امرأة أن نفس المسؤول قد عنفها وخلف تدخله كسرا بيدها اليمنى.

 واستمعت الجريدة من داخل الشكل الإحتجاجي إلى أزيد من خمس حالات، ضحاياها من النساء اللواتي شاركن في المسيرة وهن معنفات وبادية أثار التنكيل بهن من طرف الضابط العربي العوفي.

 

جواد الخني.

Partager cet article
Repost0
27 février 2010 6 27 /02 /février /2010 18:08

قمع وحشي لمسيرة ضحايا فياضانات وادي بهت بسيدي سليمان.

 

قادت قوات التدخل السريع والقوات المساعدة وقوات الأمن التي تم استقدامها  من خارج مدينة سيدي سليمان، مساء يوم الأربعاء 24 فبراير، تدخلا عنيفا في حق المشاركين والمشاركات من ضحايا فيضانات واد ي بهت، سكان دوار أولاد مالك والسوق القديم، حيث استعمل الركل والرفس بالأحذية والعصي والسب والشتم، إذلم يميز بين النساء والشيوخ والشباب، مما أدى إلى سقوط إصابات بليغة ورضوض وكسور وإغماءات عملت سيارات الإسعاف على نقل المصابين، منهم رجل مسن، إسمه الغزواني علال مزداد في سنة 1944 يقطن بالسوق القديم، صرح للجريدة بالمستشفى العمومي بسيدي سليمان "ضربني آولدي البوليسي العربي العوفي بلكمة في رأسي أردتني طريح الأرض فأغمي علي، وأضاف لقد تلقيت ضربات متتالية من طرف هذا المسؤول الأمني ". كما صرحت امرأة أن نفس المسؤول قد عنفها وخلف تدخله كسرا بيدها اليمنى.

 واستمعت الجريدة من داخل الشكل الإحتجاجي إلى أزيد من خمس حالات، ضحاياها من النساء اللواتي شاركن في المسيرة وهن معنفات وبادية أثار التنكيل بهن من طرف الضابط العربي العوفي.

 

جواد الخني.

Partager cet article
Repost0
27 février 2010 6 27 /02 /février /2010 17:04



وقد عُمل على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض في إجراء شارك به عدد من المتدخلين من مواطنين ووقاية مدنية وقوات مساعدة ودرك، إذ تمّ اكتشاف هالك قضى نحبه على الفور، في حين نقل كل من الوهابي أحمد ذي الخامسة والثلاثين وأزحاف احمد صاحب الـ 42 عاما وبرزيزة محمد الواصل إلى حوله الـ 41.

وفي تفاصيل الحادث، أفيد أنّ قبّة إحدى المساجد بحي الأمل بزايو قد انهارت على عاملين مشتغلين في إطار ورش بناء يهمّ نفس المسجد، إذ يجهل لحدّ الآي أي من الدوافع التي نحت بقبّة إلى التهاوي على الأبدان والإضرار بالضحايا عبر إصابات نالت من أطراف متعدّدة من البدن، إذ أنّ المسجد المعني بالأمر بني سنة 1990 ولم يشرع في ترميمه إلاّ لحظات قبل تهاوي قبّته على رؤوس أربع من عمّال الورش.

Source : Nador24

 

سجّلت حصيلة كارثية بوفاة فرد واحد وتواجد ثلاثة أفراد في حالة خطر جرّاء سقوط قبّة إحدى المساجد بمدينة زايو، حيث وقع هذا الحادث صباح اليوم السبت الذي حلّ في شاكلة صدمة على ساكنة زايو وإدارتها الترابية المعيّنة والمنتخبة.
http://www.hespress.org/modules/news/article.php?storyid=187
Partager cet article
Repost0
7 février 2010 7 07 /02 /février /2010 14:33

في معنى العنصرية ردود سريعة إلى وزيرة الصحة

في معنى العنصرية ردود سريعة إلى وزيرة الصحة

أحمد عصيد

 

صرحت السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة في برنامج تلفزيوني حواري، بعد أن سئلت عن الأسباب التي تجعل عائلة بعينها دون بقية الخلق أهلا لمناصب السلطة و الترأس و النفوذ و المال، و هي عائلة "الفاسي الفهري" المحروسة، و كان جواب الوزيرة غاية في الغرابة و غاية في سوء التصرف، حيث اقترفت هفوة لسان تنبئ عن المخبوء في الأذهان و المكنون في الصدور، حين اعتبرت الوزيرة تلك الملاحظة "عنصرية" شبيهة بعنصرية "الظهير البربري"، و أن العائلة المعنية هم "أجود الأطر" الذين يتحلون بـ"الكفاءة"، و لهذا يحتلون المناصب المشار إليها، و لنا مع الوزيرة نقاش ما دامت قد شاءت للموضوع أن يتخذ الأبعاد التي أعطتها إياه:

1) إنّ الملاحظة التي تمّ إبداؤها للوزيرة و المتمثلة في هيمنة عائلة معينة على المناصب الظاهرة و المستترة بشكل لا يقبله أي منطق لا سياسي و لا حتى أخلاقي، هي ملاحظة للشارع المغربي، بل إنها أصبحت في الآونة الأخيرة عنوان السخط العام الذي يلمسه كل مواطن في الخطاب اليومي للمغاربة بشتى مللهم و نحلهم و طبقاتهم، سواء في سيارات الأجرة أو الأتوبيس أو محطة القطار أو المقاهي أو المجالس العائلية الخاصة أو داخل أقسام الدراسة أو في اللقاءات السياسية و الثقافية للنخبة أو في الصحافة اليومية، و هو ما يجعل تعقيب الوزيرة على هذا الواقع معضلة حقيقية، إذ أنّ معناه اتهام الشعب المغربي بالعنصرية لأنه يستنكر الواقع المتردّي الذي حوّل السياسة إلى لعبة بئيسة لإشباع طموحات عشائرية، كما تعني استغفال المغاربة الذين تعتقد الوزيرة و من معها أنهم غافلون عما يجري أو أنهم لا يفهمون الرهانات المحركة للطبقة السياسية.

2) أن القول بأنّ آل الفاسي الفهري هم أجود الأطر هو ضرب من الضحك على الأذقان لم يعد ينطلي على أحد، فالناس يعرفون ما جاد به هذا الشعب من أطر عليا ممتازة التكوين و ذات مواهب واعدة في كل المجالات و من مختلف مناطق المغرب، تمّ إقصاؤها عن عمد من المناصب العليا لحسابات يعرف الجميع أنها لا علاقة لها بالكفاءة و إنما منشؤها العنصرية الحقيقية التي أدّت إلى استيلاء بضع عائلات منذ عقود على أزيد من 70 في المائة من مناصب الدولة المؤثرة، و دفعت بالعديد من أطرنا الحقيقية من أبناء الشعب إلى الهجرة خارج الوطن حيث يضعون مواهبهم رهن إشارة دول أجنبية، أو يظلون في موقع المتفرج على "وزيعة" أهل فاس المخجلة و التي تمثل إهانة لذكاء المغاربة. و في هذا الصدد و ما دمنا في معرض الحديث عن الكفاءة و المسؤولية، للمغاربة أن يقوموا بتقييم لأداء الدبلوماسية المغربية التي ما فتئت تلحق بالمغرب الإهانات تلو الأخرى في الأوساط الدولية، و لهم أن يفحصوا ذكاء و كفاءة أبناء عشيرة الوزيرة في المجالات التي يشرفون عليها ليلمسوا عن كثب بركات "العبقرية الفاسية" التي تقود البلد إلى الهاوية.

يعرف المغاربة "كفاءة" الفاسيين و أسلوبهم في العمل و طريقتهم في تسيير المؤسسات و أولوياتهم في ذلك و أهدافهم الحقيقية من تسلق المناصب و فتوحاتهم العظمى فيها، و ليسوا بحاجة إلى وزيرة الصّحة التي كان عليها أن "تستر ما ستر الله".

3) أن ما يخفيه جواب الوزيرة التي اختارت الهجوم مع أنها في موقع دفاع، هو أن ما يلاحظه الناس اليوم ليس إلا نتيجة لمسرحية انتخابات 2007، التي قاطعها 81 في المائة من المغاربة الذين تعبوا من تمييع السياسة و العبث بأرزاق الناس و مصائرهم، و ينتظرون تغييرا حقيقيا، و هي المسرحية التي قادت عباس الفاسي بطل فضيحة "النجاة" الشهيرة إلى رئاسة الحكومة دون أن يكون أهلا لذلك في سياق أصبحت فيه انتظارات المغاربة أكبر بكثير من الحسابات الضيقة لحزب الإستقلال، الذي يعرفه الناس مسؤولا عن الكثير من الكوارث في حكومات سابقة، مع بقايا و فلول المقاتلين في معركة الكراسي التي يطبعها الإسفاف و الرداءة . تحاول الوزيرة أن تنسي الناس بأنها تنتمي إلى حكومة غير شرعية، لأن صناديق الإقتراع أظهرت أن الأغلبية الساحقة من المغاربة هم خارج لعبة مقيتة لا تفضي إلى شيء، و يطالبون بوضع الأسس الحقيقة لحياة سياسية طبيعية و ذات مصداقية عبر إصلاح سياسي و دستوري فعلي.

4) أن ما يشتكي منه الناس و ينكتون بصدده من هيمنة عائلة معينة على مناصب السلطة قد أصبح ظاهرة سائدة في النقاش العمومي منذ تولي عباس الفاسي الوزارة الأولى، و لم يحدث خلال رئاسة عبد الرحمان اليوسفي و لا ادريس جطو من بعده، و هو ما يجعلنا نتساءل أين كانت كل هذه الأطر من الفاسيين الفهريين الذين أمطرت بهم السماء بعد وقوع كارثة تولي حزب الإستقلال شؤون الحكومة ؟ و لماذا لم يقم الحزب باختيار وزرائه من المناطق و الجهات الأخرى التي تتوفر فيها كفاءات أجود و أفضل و أعلى؟ بل و لماذا لم يسبق لمغاربة من غير العائلات المعنية أن أصبحوا في قيادة حزب الإستقلال و التحقوا بكوكبة شيوخ الأرستقراطية الأندلسية ؟ ألسنا بصدد حزب يعدّ بحق مدرسة للميز الطبقي و السياسي و الإجتماعي و الثقافي، حزب يزعم تعليم الناس "الوطنية" و هو آخر من يفكر في الوطن بكل ما فيه و من فيه، و لا يرى منه إلا ما يخدم مصالح عائلات يزعجها أنها "أقلية" لا تكف عن التمترس و التحصن ضد الناس حفاظا على مصالحها، التي ليست للأسف هي مصالح بقية الناس ؟

5) أما بصدد ما سمي بـ "الظهير البربري" فيبدو أن الوزيرة لا تعرف منه إلا الإسم، إذ لا نذكر أن موضوع هذه الوثيقة مضمون عنصري ضد حكم أهل فاس أو غيرهم، و إنما هو ظهير وقعه سلطان المغرب، أنشئ لتنظيم العدالة في المناطق ذات العوائد البربرية، و التي تتمسك بعوائدها تلك، هذه المناطق التي يسكنها عرب و أمازيغ في نفس الوقت يعتمدون جميعا أعرافا مرتبطة بالأرض و ليس بعرق من الأعراق. و هي أعراف كان سلاطين المغرب يقرّون عليها أهلها منذ قرون طويلة لأنها كانت نمط حياتهم اليومي. و كأني بالوزيرة التي هي بحاجة إلى تكوين في التاريخ و الإيديولوجيا تعتبر نقد هيمنة أهل فاس غير الشرعية "عنصرية أمازيغية" ضدّ عرب الأندلس، و الحال أن الأمر يتعلق باستنكار شعبي يشمل كل مناطق المغرب، سواء منها المناطق الفقيرة و المهمشة أو تلك الأوفر حظا، و السبب ظاهر للعيان و هو أن ما يجري مخل بالتوازنات السياسية للبلد و منذر بصراعات غير مأمونة العواقب في حالة استمراره ، لأنه يفقد الناس الثقة في السياسة و أهلها. و إذا كانت الملكية تمنح نفسها دور الحفاظ على التوازنات فيبدو أنها قد أخلت بهذه التوازنات في السنوات الأخيرة، أو على الأقل أنها قد أصبحت لديها أهداف أخرى غير بناء "المجتمع الحداثي الديمقراطي

 

 

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0
31 janvier 2010 7 31 /01 /janvier /2010 21:10
Partager cet article
Repost0
25 décembre 2009 5 25 /12 /décembre /2009 13:53

المغرب الهش (من طنجة): منعم موساوي

http://www.up.omanss.com/uploads/images/domain-ffc3cb426d.jpg
http://www.up.omanss.com/uploads/images/domain-47849974ef.jpg


المغرب الهش (من الصويرة): هشام بوزردة


http://www.up.omanss.com/uploads/images/domain-a3c0ee7f70.jpg


 

http://www.up.omanss.com/uploads/images/domain-d8d88c4771.jpg

 

 

__._,_.___
Partager cet article
Repost0
24 décembre 2009 4 24 /12 /décembre /2009 19:43

عن الحكم الذاتي وأمينتو حيدر والأخطاء المغربية

أمينتو حيدر ليست خائنة أو انفصالية في نظر المنتظم الدولي

محمد الساسي

 

ارتكب المغرب العديد من الأخطاء في تعاطيه مع ملف الصحراء المغربية، ولكن زمن الأخطاء لم يتوقف بعد.

في المراحل السابقة، لم يحظ موقف جيش التحرير في الخمسينات بالدعم الضروري، وضاعت إمكانيات ربط استقلال المغرب بتحرير صحرائه مباشرة. واعتبرنا –في مراحل أخرى- أن حساسية المنطقة تقتضي ألا تتمتع بالهامش الديمقراطي المتاح لمناطق أخرى، على محدوديته. وبالتالي تم الانطلاق من أن أية حركية للاحتجاج والمعارضة في الصحراء هي تكريس لخطاب الانفصال، أو دعم لهذا الخطاب.

كما أننا روجنا فكرة "الاستفتاء التأكيدي". وهي، بالنسبة إلى الآخر، لا تعني أي شيء. فإذا كان لها دور تعبوي داخليا، فهي بالنسبة إلى الخارج تعني وجود تناقض بين فكرة الاستفتاء، وفكرة "التأكيد"، ذلك أن أي استفتاء يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات.

كما لجأت السلطة إلى قمع الصحراويين كجزء من القمع الشامل والانتهاكات التي طالت حقوق الإنسان، عموما، في المغرب، فتحولت بعض مراكز الاعتقال إلى بؤر لتغذية الخطاب الانفصالي.

كما أننا لم نستثمر، وبالشكل المطلوب، النزيف الذي أصاب جسم البوليساريو، بسبب الالتحاقات المتوالية لكوادره بأرض الوطن، وتم الاقتصار على إدماج هذه الكوادر، التي كان بإمكانها أن تمثل بديلا آخر للبوليساريو كمخاطب دولي.

كما أن الطريقة التي تم بها تشغيل شباب الصحراء كانت لها تداعيات سياسية سيئة. والتحالف الذي تم مع شيوخ القبائل لم يأخذ بعين الاعتبار أن هناك تطورا ديمغرافيا ستشهده هذه القبائل، وأن هناك جيلا جديدا يمكن أن ينتفض على شيوخ تلك القبائل.

وعلى العموم، تعاملنا مع المعطى القبلي، ليس فقط انطلاقا من واجب أخذه بعين الاعتبار كواقع قائم، بل باستثماره وتكريسه. فلاحظنا الأحزاب تتوزع على القبائل. ولم نحسن التعامل مع حلفائنا وأصدقائنا، فلم نشعرهم بالكثير من مبادراتنا.

ومع ذلك، فقد حققنا إيجابيات مؤكدة، ومن ذلك، مثلا، تفادي الحرب مع الجزائر، وبناء الجدار العسكري الواقي، واستثمار عنصر الزمن، وتوفير بنية تحتية في الصحراء، والتوصل إلى مسلسل لسحب الاعترافات من الجمهورية الصحراوية.

إلا أن أحسن ما قمنا به يظل، بدون منازع، هو اقتراح خطة الحكم الذاتي للصحراء، وذلك لثلاثة أسباب :

أولا : لأننا قدمنا فكرة الحكم الذاتي في صيغة وسيلة من وسائل تقرير المصير، وبالتالي قدمنا مقترحا مندرجا في إطار المنطق الأممي.

ثانيا : لأن الفكرة تحمل قدرا كبيرا من التنازلات التي تجعل العالم يقتنع بوجود إرادة إيجابية للتعامل، وباقتراح قاعدة سلمية للحوار.

لقد قبلنا، في صيغة المخطط مثلا، أن تكون هناك حكومة ورئيس حكومة. وهذا ليس بسيطا بالنسبة إلى دولة تقوم على حكم ملكي تقليدي، لا تعود فيه الرئاسة إلا إلى شخص الملك. فالمغرب استبدل تسمية رئيس الحكومة لدينا بالوزير الأول، وقبل اليوم أن يكون في الصحراء رئيس حكومة.

ثالثا : إن من شأن فكرة الحكم الذاتي أن تدخل تغييرات على بنية الدولة المغربية نفسها، وتفرض على النظام جرعات متزايدة من الانفتاح، بما يلائم اشتراطية الانفتاح وحقوق الإنسان في العلاقات الدولية.

وبالمقابل، فإن البوليساريو، في رد فعلها على الحكم الذاتي، عادت إلى نقطة الصفر.

وما معنى نقطة الصفر؟ إنها فكرة الاستفتاء القَبْلِي. وهذه الفكرة اعترضتها عوائق مرتبطة بتحديد الهوية :

-       المغرب اقترح معايير تؤدي إلى توسيع دائرة المسجلين، انطلاقا من أن هذا التوسيع يخدم المغرب في نتيجة الاستفتاء.

-       البوليساريو، عموما، اقترح معايير تضيق مجال المسجلين، انطلاقا من أن لوائح مسجلين محدودة العدد ستكون دائما لصالحه، من حيث النتائج التي سيسفر عنها الاستفتاء.

وبهذا، فقد استحال على ممثلي المنتظم الأممي التوفيق بين المنطقين : منطق التوسيع ومنطق التضييق. وتعذر الوصول إلى حل وسط، وأصبحت الأمم المتحدة، إذا ما هي زكت منطقا دون آخر، كأنها ستزكي النتيجة مسبقا. ومن ثمة، اقتنعت أن الاستفتاء المسبق مستحيل وغير واقعي، والحال أنها لا تملك أدوات قارة للحسم في الخلاف حول آلية التسجيل، وفرضها بقوة القانون الدولي، لأن لكل منطق جزءا من الحقيقة، وجزءا من المبررات المعقولة.

أما الاستفتاء البَعْدي، الذي ينص عليه مخطط الحكم الذاتي، فهو لا يهم كل الخيارات، بل خيار قبول أو رفض الحكم الذاتي، بعد أن تكون جميع الأطراف قد تقدمت أمام الصحراويين باتفاق عام على المخطط، واقترحت عليهم دعمه، بكل حسن نية، وبدون حسابات تكتيكية ملتوية.

وهنا، ما دامت هذه الحسابات غير موجودة، فلا يهم أن يكون عدد المصوتين بهذا القدر أو ذاك.

الأطراف المناهضة لحق المغرب في صحرائه، شعرت بأن المغرب يتقدم، وفهمت أن المغرب دخل في خطة هجومية، وبدأ هناك مسار جديد للتعامل مع الملف.

فالمغرب طرح شيئا جديدا، والساحة الدولية كانت في حاجة إلى شيء جديد. والمغرب أخد بعين الاعتبار، في هذا الجديد الذي يطرحه، التزاماته الدولية، وقاعدة تقرير المصير التي تكون، عادة، هي الخلفية لمعالجة مثل هذه القضايا. ولهذا وُضعت أمام إستراتيجية المغرب المبنية على اقتراح الحكم الذاتي إستراتيجية مضادة لمواجهته. هذه الإستراتيجية تنبني على بعض الأسس منها مثلا :

1-  التطور المذهل في تسليح الجزائر لنفسها، ومحاولة الضغط انطلاقا من هذا المعطى الذي هو عبارة عن حرب غير معلنة، باستثمار الفائض الذي نجم عن ارتفاع ثمن برميل البترول، والمتمثل في عشرات المليارات من الدولارات في التسليح. على أساس أن المغرب ليس له فائض، ولن يستطيع مواكبة هذا الإيقاع. وعلى أساس أن من يملك السلاح يستطيع، بعد ذلك، أن يثبت بطريقة أخرى أنه الأقوى.

2-  محاولة تحريك الشارع الصحراوي، وخلق حالة من عدم الاستقرار، للإيحاء بأن مغاربة صحراويين يتشبثون بنقطة البدء، وأن الأفكار الجديدة للمغرب لا تعني لهم شيئا.

3-  خوض إستراتيجية كاميكازية تستقطب اهتمام الرأي العام الدولي، وتتابعها الصحافة والمنظمات الدولية، ويُمَارَس من خلالها ضغط على المغرب. وذلك عن طريق تجنيد مجموعة محدودة من الأفراد للقيام بأعمال "فدائية" يواجهها المغرب بصرامة، لأنه سيشعر بأن فيها إهانة واستفزازا له. وبذلك يظهر في صورة سلطة محتلة ظالمة، تضطهد الطموح الوطني الصحراوي لنخبة تمثل إرادة شعب صحراوي، ومستعدة للتضحية بكل شيء من أجل قضيتها.

هناك محاولة لجر المغرب إلى الوقوع في شَرَك ومصيدة رد الفعل، للبحث عن مبررات من أجل تعطيل المفاوضات، وخلق ضجة إعلامية تفرض على المغرب، إما التراجع عن قراراته (سيبدو ذلك كما لو كان انتصارا لفكرة الانفصال) وإما يذهب بعيدا، ويبدد الإيجابيات التي تمكن من تحصيلها خلال المرحلة الأخيرة. ومـن ثمة، نطرح التساؤل : هل كان الرسميون المغاربة على وعي بهذا المخطط؟ ولماذا لم يتفادوا الوقوع في الكمين الذي نصب لقضيتنا الوطنية؟ لنقلها بصراحة : هل كان من الضروري أن نضع التامك ورفاقه في السجن؟ وهل من الضروري أن نقوم بترحيل أمينتو حيدر؟

سُيقال إن الأمر يتعلق بأشخاص ارتكبوا أفعال تستحق ردود فعل والردع، دفاعا عن المصالح المغربية. لكن، ماذا لو كانت المصالح المغربية ستتضرر أكثر من طبيعة ردود فعلنا على تلك الوقائع التي تحمل، طبعا، قدرا كبيرا من الاستفزاز والتحدي وخرق القانون أحيانا.

المطروح في مثل هذه الحالة، في نظرنا، أن يكون لنا جواب أو رد فعل. ولكن، ليس من النوع الذي يوقعنا كضحايا لخطة دعاة الانفصال.ورد الفعل الذي ينبغي أن نعتمده، دائما، ليس هو ذاك الذي يبدو مقنعا فقط على المستوى الوطني، بل رد الفعل الذي نستطيع إقناع العالم بسلامته. فكل رد فعل خارج عن المنطق الأممي لن نحصد منه إلا المصائب.

والسؤال المطروح هنا بكل وضوح : هل نستعمل المنطق الذي نخاطب به أنفسنا أم  المنطق الذي نخاطب به العالم؟

يريد خصومنا تحويل الأنظار عن فكرة الحكم الذاتي، باعتبارها تعبيرا عن حسن نية الطرف المغربي، ويريدون إظهارنا في صورة سلطة محتلة لا تحترم مشاعر "الوطنية" الصحراوية في "أرض متنازع حولها" ومعروض نزاعها على الأمم المتحدة. يريدون إظهار المغرب كطرف غير ذي مصداقية، ولا يمكن الاطمئنان إلى صدقية مقترحاته السلمية. كما يريدون اسنثمار الجوانب الحقوقية والإنسانية حتى تصبح لها مضاعفات سياسية إزاء قضيتي كل من التامك وأمينتو. والطبقة السياسية المغربية كلها تقريبا، تنطلق من عدالة قضيتنا وخيانة هؤلاء، وفكرة العدالة والخيانة تقتضي أن يعاقبوا، وانتهى الأمر.

لكن، كيف يمكن أن نقنع العالم بأن منطقنا هذا يأخذ بعين الاعتبار الحيثيات التي فرضها عرض النزاع على المنتظم الدولي. وبالتالي، الانضباط لما يفرضه علينا هذا العرض من التزامات في الخطاب والممارسة.

من المؤكد أن التعبئة الداخلية حول قضيتنا الوطنية ضرورية. لكن هذه التعبئة يجب أن تستند إلى أسس قادرة على حسم القضية لصالحنا أمميا.

وحسب المنطق الأممي، فهؤلاء الذين ارتكبوا الأعمال الاستفزازية ليسوا انفصاليين، بل يعبرون عن رأي طرف آخر في نزاع قبل المغرب بصدده في بداية الثمانينات إجراء الاستفتاء في الصحراء. وهذا الاستفتاء يفترض إمكانية منح الصحراء الاستقلال، أو "الالتحاق بالمغرب". والحسن الثاني سبق له أن استقبل قادة جبهة البوليساريو في مراكش. وسلطة المغرب في الصحراء هي سلطة إدارة وليست سلطة سيادة، حسب المعطيات الدولية.

وعليه، فالمغرب، مثلا، في قضية أمينتو، يخرق المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تمنح لكل فرد حق مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، والعودة إلى بلده. والمادة 15 التي تقضي بأنه لا يجوز، تعسفا، حرمان أي شخص من جنسيته. وكذلك المادة 12 من الاتفاقية الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية، التي صادق عليها المغرب في 1979. إضافة إلى أن قانون الجنسية المغربي يعتبر أن مقتضيات المعاهدات والأوفاق الدولية التي تقع المصادقة عليها تُرَجَّح على أحكام القانون الداخلي.

هذه المقتضيات الدولية هي التي يجب أن يقوم الخطاب المغربي بالرد عليها، وليس بالقول إن أمينتو خائنة وانفصالية.

فخيانتها، في نظرنا، كأغلبية المغاربة، لا نستطيع أن نحتج بها لندفع عنا طائلة تطبيق المواثيق الدولية.

فهذه السيدة، في نظر المنتظم الدولي، ليست خائنة وليست انفصالية، لأنها لا تريد الانفصال على شيء قائم، لأنها ليست من سكان مراكش أو قصبة تادلة أو الخميسات مثلا. فالأمر يتعلق، بالنسبة إلى أرضنا "الصحراء المغربية" بمنطقة محط نزاع، وافق المغرب في مرحلة من المراحل على استفتاء لحسم مصيرها. إضافة إلى أن القانون المغربي نفسه يعتبر أن من حق أمينتو، حسب الفصل 7 من قانون الجنسية، أن تحمل الجنسية المغربية. وبالتالي، أن يكون لها جواز سفر، وأن تدخل إلى المغرب متى شاءت، وألا تفقد هذه الجنسية إلا إذا اكتسبت، عن طواعية، في الخارج، جنسية أجنبية، وأذن لها المغرب، بموجب مرسوم، بالتخلي عن جنسيتها المغربية، كما أن آباءها أصولهم مغربية،فجنسيتها أصلية. طبعا يمكن للمغربي، أن يفقد الجنسية المغربية أيضًا، إذا شغل وظيفة في مصلحة عمومية لدولة أجنبية أو في جيش أجنبي، وكان شغل هذه المهمة أو الوظيفة يتعارض مع المصلحة الوطنية، واحتفظ بها لأكثر من ستة أشهر، بعد ما أنذرته الحكومة المغربية بالتنازل عن تلك الوظيفة. وهذه الحالة ليست قائمة هنا.

كل ما هناك أننا، بإبعاد أمينتو، نعطي الانطباع للخارج بأن محتجزي تندوف هم مجرد لاجئين هاربين من القمع.

ماذا كان يمكن أن تصنع الأحزاب، مثلا، في مواجهة الخطة أو الإستراتيجية الكاميكازية والاستدراجية لدعاة الانفصال؟

في رأينا، عوض الإمعان في هجاء السيدة أمينتو، ووصمها بأقدح النعوت، كان لتلك الأحزاب أن تقوم، مثلا، بتنظيم مظاهرة أو مظاهرات في الصحراء، وبواسطة سكان الصحراء، مؤيدة لخطة الحكم الذاتي.

أما أمينتو، فهي في نظر الحقوقيين، ورغم ما مارسته من استفزاز أو إهانة لجواز السفر المغربي أو للجنسية المغربية، فإنها تستعمل جواز السفر المتاح لها، ولا يعني ذلك أنه يفرض عليها، بالضرورة، من خلال ذلك، الإقرار بجنسيتها المغربية وأن تقر بانتمائها إلى المغرب، وليس إلى إقليم صحراوي تريد أن تحمل جنسية الدولة التي ستنشأ فيه.

يجب أن نكون قادرين على الرد على هذا المنطق الذي يعطيها حق التعبير، سلميا، عن طموحها في أن تكون مواطنة "الدولة الصحراوية"، وليس مواطنة الدولة المغربية لأنها تعتبر هذه الدولة محتلة.

طبعا، منطقها خاطئ من الوجهة التاريخية والجغرافية. ولكن، نحن خلقنا دينامية التسوية الأممية، للبحث وللخروج بصيغة يستطيع من خلالها العالم أن يزكي موقفنا وأن ينتصر لفكرتنا. وكل الحقوقيين والصحافيين الذين انتظموا في سلك الدفاع عن أمينتو ليسوا بالضرورة متآمرين علينا ويتربصون بنا الدوائر، ويناصبوننا العداء. بل إنهم، بكل بساطة، يواجهوننا بمقتضيات القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، ويجب أن نرد عليهم بمنطق القانون الدولي ومنطق حقوق الإنسان.

فعلى الأحزاب السياسية ألا تختار الحلول السهلة، بل أن تواجه الدعوة الانفصالية بعمل دؤوب على الأرض، يقنع الشباب الانفصالي بأننا، كمغرب، مقبلون على دخول عهد انتقال ديمقراطي، وأن الحكم الذاتي هو جزء من هذا الانتقال الشامل، وأن هذا الانتقال سيؤمن لهم من الضمانات والحقوق أكثر مما يتوهمون أن بناء الدولة المستقلة سيمنحهم إياه.

ما هي المؤشرات والحجج التي تجعل أي مغربي سواء أكان في الشمال أم في الجنوب، يعزز ويكرس ارتباطه بدولته المغربية الديمقراطية، التي يحس فيها بأنه يقرر ويحكم نفسه بنفسه، ولا يحكم نيابة عنه باسم الماضي والتقاليد؟ 

 

جريدة "الحياة الجديدة"

العدد 84 بتاريخ 17-23 دجنبر 2009

ص : 10-11

Partager cet article
Repost0
19 décembre 2009 6 19 /12 /décembre /2009 15:37

 

انتصار حيدر على الدبلوماسية المغربية

المغرب يدغدغ عواطف شعبه على مواقف لا يستطيع الدفاع عنها

 

 

بروكسيل: سعيد العمراني

 

مهما كانت مواقف نشطاء حقوق الإنسان في أوروبا  من نزاع الصحراء، فالنظام المغربي يتحمل مسؤولية كبرى في إدارة هذا الصراع سياسيا و إعلاميا و دبلوماسيا و حتى عسكريا، مادام انه يريد أن يتحكم في هذا الملف و حده، و يرفض منذ الأزل  إشراك الرأي العام  المغربي و قواه الحية.

الأخطاء الدبلوماسية المغربية تتكرر بشكل فج، ابتداء من صراع جزيرة ليلى مع  اسبانيا عندما أمر  بعض الدركيين باقتحام الجزيرة دون  دراسة العواقب، حتى أن تم اعتقالهم  من طرف الجيش الاسباني و تسليمهم  إلى المغرب عبر بوابة  سبتة  بشكل مهين، مرورا من الأزمة الدبلوماسية مع السنغال بمجرد أن حضر رئيس حزب معارض سينغاليي   في مهرجان تضامني مع البوليزاريو في الجزائر، كان الحكومة السنغالية تتحمل مسؤولية مواقف معارضيها، و  قطع العلاقة مع فينيزويلا في أوج الحرب الصهيونية على غزة ، وبعدها  طرد السفير الإيراني من المغرب بحجج  (التشيع،و التضامن مع الإمارات الشقيقة)، في الوقت الذي نجد فيه حتى هذه الأخيرة، لم تتخذ نفس الموقف المتصلب من إيران، وصولا إلى بهدلة طرد اميناتو حيدر من العيون إلى جزر الكناري، بتاريخ 14 نونبر الماضي.

إن قرار طرد اميناتو من العيون إلى بلد جار و ذا سيادة، يحترم فيه حقوق الإنسان، عمل صبياني، يتطلب إقالة أو استقالة كل ما ساهم في اتخاذ هذا القرار. هذا الموقف أحرج جميع المغاربة في الداخل و الخارج، مما جعل البعض منهم يدافع عن الخطأ كأنهم هم المسئولون عنه. و في هذا الصدد، شاهدنا سفر اغلب الأحزاب لكي لا نقول جميعها إلى اسبانيا، لشرح الموقف المغربي من هذا القرار، كان هذه الأحزاب "المسكينة" لا مواقف لها، و لا تفكر، بحيث لم يتجرا احد منهم ليقول بان الدولة المغربية اخطات باتخاذ هذا القرار و أنها ستتحمل لوحدها عواقب هذا القرار الدبلوماسي القاتل. و تزامنت  جوقة الأحزاب مع تحرك بعض من المغاربة  المرتبطين بالقنصليات المغربية في اسبانيا و بلجيكا، لتنظيم تجمعات تشوه   المغاربة أكثر مما تدافع عنهم. ففي بلجيكا تجمع يوم الجمعة دجنبر 2009، ما يقارب 100 شخص في ساحة شومان  لمساندة "قرار المغرب"، وهم محبطون بعد سماعهم تراجع المخزن عن موقفه "المتصلب" و السماح لاميناتو حيدر دخول الصحراء. في الوقت الذي تعرف بلجيكا حضورا قويا للمغاربة يقدر بنصف مليون نسمة، لم يلبي النداء إلا حفنة قليلة  من البشر، بالرغم من  استعمال هؤلاء كل وسائل الدعاية الرسمية، على رأسها قناة دوزيم  في نشرتها لليلة الخميس 17 دجنبر.

و مع مرور شهر من هذا الخطأ الأمني و الدبلوماسي، ها هي حيدر تعود إلى الصحراء بطلة، بعدما لم تكن معروفة حتى عند المهتمين بخبايا الصحراء (انظر شريط بيديو  في موقعي هيسبريس و يوتوب )، بل عادت أكثر شهرة من الأحزاب السياسية و حتى رئيس الحكومة المغربية الحالية عباس الفاسي لدى الرأي العام الأوروبي.

الزميل حسيت مجدوبي، مراسل جريدة القدس العربي باسبانيا، كتب مقالا حول الموضوع عنونه ب" حيدر تعود إلى العيون، بعد وساطة أمريكية و فرنسية و اسبانية...ومن دون الاعتذار إلى الملك" (انظر جريدة القدس ليوم السبت 19 دجنبر 2009).

إن بلادة بعض المسئولين في الحكومة، جعلهم لا يعرفون كيف يدافعون عن القرارات المتخذة، بحيث لا احد يعرف كيف تتخذ القرارات  في المغرب. و لتبرئة أنفسهم" أو "مساندة المواقف المتخذ بشكل أعمى و المتخذة و دون استشارتهم"، يختبئون وراء الملك، و ينسون بان بتصريحاتهم قد تورط  الملك و تسيء إليه .

إن ربط الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري و مسئولين آخرين عودة حيدر إلى الصحراء بالاعتذار إلى الملك (انظر جريدة القدس)، هي اهانة للحكومة المغربية  و للملك أيضا، لان هاهي حيدر تعود معززة مكرمة، دون الاعتذار للملك، بل هي التي طالبته بالاعتذار لها، عقب تصريح لها للقناة الأولى الاسبانية.

حلت إذن  اميناتو بمدينة العيون ليلة الخميس/الجمعة بواسطة طائرة خاصة بدون جواز السفر، و بدون القبول بأي شرط ن الشروط المغربية، و وجدت في استقبالها عائلتها و أنصار البوليزاريو في الداخل و وسائل الإعلام السمعية منها و البصرية و خاصة الاسبانية منها.

الشرطة المغربية بقيت مكتوفة الأيدي خضوعا لتعليمات الرباط، و لم تقم إلا بتنظيم حركة   موكب دخول اميناتو حيدر، التي واصلت تحديها، عندما رفضت الركوب في سيارة الإسعاف  خصصتها لها السلطات المغربية بالعيون كما رفضت المكوث في المستشفي الذي تديره السلطات  الصحية المغربية.

كما واصلت تصريحاتها النارية من منزلها بالعيون و هي تقول: "عودتي انتصار للقانون الدولي، و لحقوق الإنسان و العدالة الدولية و للقضية الصحراوية".  و أضافت بأنها  " سأستمر في الدفاع عن استقلال الصحراء الغربية". بما يعني أن أخطاء النظام حولت  اميناتو حيدر إلى بطلة و إلى شخصية سياسية دولية بارزة، إذ ضلت الدولة المغربة عاجزة عن إدارة هذه الأزمة التي خلقتها بأم أيديها. فلم تستطيع الإقدام لا على اعتقالها ولا استنطاقها ولا على محاكمتها. في الوقت الذي يقبع آخرون في السجون بمجرد أن كتبوا مقالا أو ابدوا رأيهم في قضايا تهم وطنهم و جهتهم، كما حدث للمعتقل السياسي شكيب الخياري مثلا.

مواطن مغربي بريء في بلجيكا وهو يتظاهر محبطا للدفاع قرارات  الخاطئة لنظام الحكم  في الرباط  قال: "لماذا لم يعتقلوها في البداية أو يحرموها من السفر إلى الخارج بدل من هذه الشوهة كلها".

 جريدة القدس العربية أوردت في عددها  ليوم السبت 19 دجنبر " وتسود مشاعر الحسرة و اليأس في نفوس الجالية المغربية في اسبانيا،/ بسبب هذه القضية بسبب هذه النهاية التي لم تكن منتظرة. في هذا الصدد قال مغربي تابع عن كثب تطورات هذه القضية:( منذ البدا كان  على المغرب أن يفكر جيدا في هذا الملف، و يستبعد ترحيل حيدر حتى يتجنب هذه المهزلة)، معتبرا أن عودتها صفعة جديدة لدبلوماسية الرباط".

قصر الاليزي بفرنسا، و هلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، و مورامتينوس وزير الخارجية الاسباني، عبروا عن سعادتهم لهذه العودة.، لكن يبقى السؤال ماذا ربح المغرب من كل هذه الضجة، هل حكام الرباط  بلداء إلى هذه الدرجة، الم يكن يتوقعون بأن الاقدام على هذه الخطوة سيكون المغرب معرض لضغط الرأي العام الغربي، باعتباره ملفا حقوقيا صرفا قبل أن يكون سياسيا، ما دامت حيدة لم تقم بحمل السلاح أو ممارسة العنف حسب مقاييس امنيستي انترناسيونال و معظم المنظمات الحقوقية الأوروبية .

الم يصرح وزير الخارجية الاسباني المحنك، مورانتينوس، بان " حكومة بلادة قامت بما في وسعها لتامين هذه العودة في أسرع وقت ممكن، غير أن الأمر لم يخضع لأية مساومة من المغرب". و هو يضيف بان "  مدريد لم تقدم أي تنازلات للرباط في هذه القضية، موضحا أن بلاده تمسكت منذ البداية بموقف المطالب بعودة حيدر، كما تشبث بضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير كحل لنزاع الصحراء الغربية"...

من حقنا  أن نتساءل إذن كمغاربة، عن ماذا ربح المغرب من هذه القضية؟ الم يساهم بعض الأحزاب المغربية التي زارت اسبانيا (الأصالة و المعاصرة، حزب الاستقلال، الحركة الشعبية و العدالة و التنمية...الخ)، في تعميق الهوة بين الحكومة الاشتراكية الاسبانية الحالية و المغرب، عندما التجئوا إلى الحزب الشعبي اليميني المعادي للمغرب و المغاربة طوال التاريخ،  لشرح مواقفهم (عفوا موقف النظام)، مما دفع الحكومة الاسبانية تلجا إلى فرنسا و الولايات المتحدة للضغط على المغرب؟ و بهذه المبادرات جعل الحزب الشعبي يدخل على الخط لإرباك العلاقة الاسبانية المغربية المتميزة، في سباق انتخابي محموم مع خصمه اللذوذ الحزب الاشتراكي؟

 

بالله عليكم، ولم يحن الوقت للجهر علانية، بمتى يمكن في المغرب محاسبة المسئولين  الذين ينزعوا منا كرامتنا و يهينوننا أمام باقي الأمم و الشعوب بأخطائهم المتكررة عبر التاريخ، ابتداء بتصفية ثورة عبد الكريم الخطابي، و جيش التحرير مرورا بالقبول باستقلال ناقص و شكلي، الذي نعاني من انعكاساته إلى يومنا هذا، و و صولا إلى قصة حيدر اميناتو.

 ألا يحق لنا أن نتمنى نهاية هذا المسلسل الدرامي عبر القيام بإصلاحات سياسية و دستورية مبنية على مبدأ فصل السلطات و جهوية سياسية موسعة حقيقية في كافة التراب الوطني و يقر بمبدأ عدم الإفلات من العقاب و يقر بمحاسبة  الحكومة و المسئولين عندما يخطئوا في حق الشعب و الوطن؟

لو كان هذا الحدث وقع في بلد أوروبي لاستقال وزيرا الداخلية و الخارجية فورا. ففي بلجيكا مثلا استقال وزير الداخلية في أواخر التسعينات مجرد أن توفيت مهاجرة نيجيرية مقيمة بدون أوراق و المسماة "سميرة ادامو"،لان شرطيين أساءا التصرف معها عندما قاما  تكميم فمها لإرغامها ركوب  الطائرة لإرجاعها إلى بلدها. ...انظروا الفرق.......و لكم   واسع النظر.....

Partager cet article
Repost0
19 décembre 2009 6 19 /12 /décembre /2009 09:56

وقف شرطي الحدود البريطاني ، في نقطة العبورالى جبل طارق ، يسمع باحترام ، كما لو كان واقفا  لسماع  موعظة قداس  الاحد ، في حين كان الاستاذ  خالد السفياني – المحامي الشهير  في قضايا الراي  يرفع حدة خطاب احتجاج الوفد الصحفي  والحقوقي  المغربي على منعه  من الدخول الى جبل طارق ،  يرفعه على سلم  انتهاك  كل مبادئ  وقوانين  الحقوق والحريات ،  التي يعرفها الشرطي او التي لايعرفها . ولم يرد الشرطي الا حين قال الاستاذ في الخاتمة « كراسياس » ، فقال هو « تانكيو» .

كانت تلك « التانكيو» الهادئة ، تشخيصا حيا امامنا " لبرودة الدم " الانجليزية الشهيرة ، ولو اننا لم نكن نرغب في الدخول الى جبل طارق  من اجل البحث في اعصاب  الانجليز ، ومع ذلك فقد اثار هدوء الشرطي انتباهنا  الى« توتراعصاب » حاكم الصخرة  امام سعي صحفيين  مغاربة  الى متابعة المحاكمة  المعنية باوضاع العمال المغاربة  المعتصمين امام مقر  الحكومة المحلية ...« توترت » اعصابه الى حد منعهم  من الدخول  الى « صخرته»  المحسوبة على بريطانيا ، ام الديمقراطية الغربية او جدتها .

والحقيقة اننا استفدنا درسا اخر  من سلسلة  الدروس الغربية  في مادة « الكيل بمكاييل » وليس بمكيالين فقط ، اذ واقعة المنع للراحلة عائشة المختاري قصد العلاج بمصحات باريز نظرا لكونية العلاج ، وهاهي مشاكل حيدر يفتعلها نزاع افتعله الغرب لان للغرب وجهين وجه قبيح نحن معه في صراع لارتكابه لتجاوزات سياسية في حق الشعوب ليس النامية بل التي اسيء تنميتها لعوامل داخلية ساهمت فيها قوى داخلية واخرى خارجية ومنه هذا الوجه السلبي لهذا الغرب الذي افتعل واصطنع حدودا لاستدامة برميل البارود كلما اراد اشعال فتيلها .

ومع ذلك لن يتوقف حكام الغرب في وجهه السلبي وممارساته الساسية كما قال الاعلامي والصحفي طالع السعود الاطلسي  في عموده في سنوات مضت ، لن تتوقف "سياسة الاطلسي ومنتدياته المستقبلية " التي نعارضها باجماع  من اعطائنا دروسا في الديمقراطية الغربية وتفرعاتها  واكثرنا يحرص على تلقيها باعجاب  طفولي  في ارتكاب اخطاء  وتجاوزات سياسية وحقوقية ،  من عدة اطراف في هذا الموضوع  وكما جاء في موقف  الجمعية المغربية لحقوق الانسان  المعلن عنه في بيانها الصادر عقب اجتماع المكتب المركزي 30 نونبر 2009 وهو واضح .

لاادري هل وجه المقارنة في هذا السياق متطابق الى حد ما ، بل ما ارغب فيه هي  دروس "الغرب" التي تتوافد  علينا بالتواتر ، فمرة لبس في الاسم بين عاشة المختاري الجزائرية وعائشة المختاري المغربية ، وتارة حيدر امنتو وهويتها او وضعها بين المنزلتين .

 

                                                                     محمد بلكميمي / بولمان

Partager cet article
Repost0

Présentation

  • : ghafriyat غفريات
  • : Agis et ne laisse personne décider à ta place, tu es maître de ta vie et de tes choix
  • Contact

Recherche